Friday, October 21, 2011

قصة بلدنا
موهوم من يتخيل أن العبد يخون سيده، نعم نحن توقعنا هذه يوم تخيلنا أن طهطاوي شيخ الغفر منا، ويخاف علينا. كان يرسم على وجهه البراءة في حين كان مبروك العمدة ينهبنا. وعندما كنا نطلب منه أن يقف في صفنا كان يخبرنا أنه يأخذ موقف المحايد حتى لا يخسر عمله كشيخ غفر، فنحن نعرف الزراعة، أنما هو لا يعرف إلا أن يكون شيخًا للغفر.
كان طهطاوي شيخًا وقورًا ذكيًا، كانت مهمته أن يحمينا من اللصوص ومطاريد الجبل لذا كنا نعتبره ستر الحماية لنا وهذا ما كان يعطيه مكانة كبيرة بين شيوخنا، هذا إضافة إلى أنه لم يشترك أبدًا مع صبيان العمدة في عمليات القهر والنهب التي كان يمارسها العمدة.
وتمر الأيام ويترك مبروك العمودية ليسافر للمدينة ويستقر هناك. يوم عرفنا هذا تعجبنا لماذا فعل هذا بمنتهى البساطة؟ لكن لم تسعنا يومها أي فرحة، أقيمت أفراح في بلدتنا أيام وأيام، وزادت أفراحنا يوم أصبح طهطاوي الشيخ الورع التقي حامي حمى البلاد عمدة قريتنا، تخيلنا أن فجرًا جديدًا أشرق على قريتنا.
إلا أننا اليوم تحت قمعين، قمع صبيان مبروك الذين أصبحوا صبيانًا لطهطاوي، وتحت قمع طهطاوي وغفره الذين لا يعرفون الضرب إنما القتل. فطهطاوي ليس إلا واحد من أعوان مبروك. حينها عرفنا لماذا ترك مبروك العمودية بهذه السهولة، فقد ترك فيها يده اليمنى، طهطاوي.

No comments:

Post a Comment